بغداد سامحينا ....
فالطفل ، متعبٌ ، مرهقٌ ..
...فمنذ عثراتنا .... لم يلعب ،
يحمل لعباً ملغّمة ، و ليس يدري ....
أن الصباح قد ذهب .....
و في عينيه ، دموعنا ، ..
...و في عينيه ذلّنا ....
..فبغداد ليست مرهقة فحسب ...
....... قد غادرتها بسمتنا ...
....عزّتنا ، و ماء الذهب .....
...هذا الطريق ، من زنزاناتنا ...
...إلى أغلال ماضينا ......تحمله ،
نسوة ، متبرجات ، لسْن منّا
....و قد غادر الحمام بغدادَ
بغداد ، ....أين حمامُكِ ..؟؟؟
و أين الوصايا على أوراق العنب....
أين قصص النهر ، .....
من حكايات تغلب .....
ما هذا الجنون ، بعد فقط هذا التعب.
..سيرمون السماء بالحجر .....
..و يصمون آذانهم عن همس البحر .....
...بغداد ، .....أين أعمدة ظهورنا ...؟؟؟
..و أين هوية جدراننا ......
تسبقني إليك نظرات صقور الغرب ...
..و تتراقص في سماءك ،
تفتش ، بعدك عن النهايات ...
...نهاياتنا ، و نهايتنا
.بفنِّ الرقص على الجراح ....
...يصنعون فقه صلاتنا ،
..................... صلاتين ...
..و من الجنة ،
....................... جحيمين .....
...و من علٍ ثمّ..... ، سقطنا ..
..سقطنا أوراقاً و سقطنا .....
.و لم نعثر على أحاديثنا ..
.......أناشيدنا ..
..فصمّت آذاننا .......
و لم تعد إلى الصدور قلوبنا ..
..فانتهينا ، و علّقنا بدايتنا ...
بغداد ، هذا الزمن ، ليس زمانك ..
و قد تعانقت خمورنا ، و سكرنا ...
و العاهرات من كلماتنا يرقصنّ..
..و قد نام شيطانهم فوق أفواهنا ....
..فلم نعد نعصي الشيطان ....بشعرنا ...
..لنتباكى على أطلالنا ، كلما لحظة إستفقنا ..
..و الصحوة ، لحظات من سكرنا ....
...ثمّ تسكر أمانينا ......و تصحو ناكئات جراحنا .
..بغداد .....
حين رسمت وجهك ...
...خشيت أن أنسى ملامحك ...
..فرسمت قلباً و زهرة و دمائك ..
..و رسمت خيبة الأبطال ....
...و عقم البطون ..
بغداد ما إن سقطت أفراحك .
....حتى سقطنا ...
..و رفضت أن تزيِّني النعش ....
...فحملنا نحن
......نعشك ، و أكفاننا ......
....و سئمت بغداد من مدادنا ..
..حين المداد كتبّ بكل اللغات ، ذلّنا ...
.....بغداد سامحينا