يولد الطفل وحب الأسرة والأهل والتعاون موجود في دمه وذلك بحكم الفطرة السليمة
كما أنه قادر على اللعب واللهو, والتعلم, والائتمان على الأسرار بشكل رائع؛ لكن عندما يبدأ الطفل بالتمرد والصراخ ومحاولة أخذ ما ليس له بالقوة, فهذا يدل على أن الطفل بحاجة ماسة لمن يقف إلى جانبه. إذ يجب أن يتفهم الأهل وينتبهون إلى أن الطفل لا يستطيع التفكير بعقلانية تحت الضغوط,
ويصبح غير قادر على الاستيعاب في حال وجود من يصرخ في وجهه. فالأهل لهم دور إيجابي كبير في وضع حدود لتصرفات أطفالهم, وفي كسب ودهم وثقتهم, وتخفيف الضغط النفسي عنهم, وفي حال بدأ الطفل بالتصرف بطريقة غير منطقية؛
فأفضل ما ينصح به الخبراء النفسيون في هذه الحالة
هو التعامل مع الطفل كإنسان ناضج في إطار من الطفولة
ويكون ذلك من خلال ترك الطفل يتحدث مع الإنصات له والتفهم لأسبابه التي
تدفعه لبعض التصرفات الغير منطقية, وبذلك ينفس عن مشاعر الغضب التي تعتريه,
ويشعر بازدياد قربه من أهله, على أن لا يكون الأهل كالشرطي أو القاضي الذي يريد أن ينهي الموضوع بقرار حاسم لا رجعة فيه
وبعد الإنصات للطفل يأتي الآن دور الطفل في الإنصات للأهل
الذين لا بد لهم من أن يتحدثون ويشرحون للطفل عن أسباب معارضتهم له
وفي حال أصر الطفل على سلوكه غير المنطقي
يجب إخباره بأن هذا غير عادل لأنهم استمعوا لأسبابه ولم يعنفوه,
بينما هو استمع لأسبابهم واعترض عليها,
وبالتالي فهم سيأخذون القرار الأكثر منطقية لحمايت
وغالباً إذا بدأ أحد الوالدين بالتحدث مع الطفل سيبدأ بالبكاء
أو يصاب بنوبة غضب وهذا مؤشر جيد؛ لأنه هذه الطريقة ستساعده على التخلص من التوتر,
كما أن احتضان الطفل في هذه اللحظة بالذات سيساعده أكثر على التخلص من جميع المشاعر السلبية, ويكون قادراً على الإنصات بشكل أفضل
وستزداد قدرته على التعاون والشفاء من الضغط النفسي
فالاستماع إلى وجهة نظر الطفل ستعطي نتائج فعالة أكثر من أي محاضرة أو تهديد أو عقاب,
وسيشعر بأنه قريب من أهله أكثر وبأنهم بمثابة أصدقاء وأصحاب,
وبالتالي سيستمع لنصيحتهم أكثر وأسرع