ربما لا يحمل اسم ليونيل ميسي نفس الإيقاع الذي يحمله اسم النجم الأرجنتيني الأشهر دييغو أرماندو مارادونا، لكن الهدف الذي سجله في مرمى فريق خيتافي الأسباني قبل يومين ستجعل مقارنته بالأسطورة اكثر واقعية.
يتوقع الكثيرون مستقبلا مبهرا لميسي
ولا شك أن من شاهد ميسي وهو يراوغ دستة من المدافعين قبل أن يودع الكرة في شباك خيتافي سيذكر هذا الهدف الى الأبد نظرا للشبه الشديد بينه وبين الهدف الأسطوري الذي سجله مارادونا لصالح الأرجنتين ضد انجلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك في العام 1986.
في تلك المباراة الشهيرة استلم مارداونا الكرة من منتصف الملعب تقريبا ومضى بسرعة وهو يراوغ كل من يقف في طريقه من المدافعين الانجليز ونجح في مراوغة الحارس الإنجليزي الشهير بيتر شيلتون قبل يودع الكرة بقدمه اليسرى وهو يوشك على السقوط.
أما في مباراة برشلونة الأسباني ضد خيتافي فقد استلم ليونيل ميسي الكرة من نفس المسافة تقريبا، وشق طريقه نحو المرمى مراوغا دستة من اللاعبين واضاف اليهم الحارس ولكنه سجل بقدمه اليمنى رغم أنه يلعب بقدمه اليسرى.
وقد انتهت المباراة التي أقيمت على ستاد "كامب نو" الشهير بخمسة أهداف مقابل هدفين لصالح برشلونة كان نصيب ميسي منها هدفان.
وقد وقف مشجعو برشلونة لدقائق يحيون اللاعب، وأظهرت الإعادة التلفزيونية مدربه فرانك ريكارد وهو يقفز في فرحة لم تخل من الدهشة الممزوجة بالإعجاب بينما ظهر الألماني بيرند شوستر مدرب خيتافي مشدوها.
المقارنة مستمرة
منذ أن اعتزل الأسطورة مارادونا كرة القدم ووسائل الإعلام تكثر من الحديث عن ولادة خليفته، وكان من بين هؤلاء اللاعبين هرنان كريسبو وخوان ريكيلمي بالاضافة الى جابريل باتيستوتا.
لكن ايا من هؤلاء اللاعبين لم يرق الى مستوى الأسطورة مارادونا رغم تميزهم الشديد مع الأندية التي لعبوا فيها.
ولعل أوجه الشبه العديدة بين ميسي ومارادونا هي ما ترجح كفة ميسى ليكون الخليفة الحقيقي للاسطورة؛ فكلاهما قصير القامة، وكلاهما يلعب بالقدم اليسرى، وحتى اللحظة فإن ميسى سجل اهدافا تاريخية ليس آخرها الثلاثية الشهيرة الذي سجلها في مرمى ريال مدريد في مباراة القمة الأخيرة الشهر الماضي بين غريمي الكرة الاسبانية.
قصة انضمامه الى برشلونة
ولد ليونيل أنديرس ميسي مدينة روزاريو في مقاطعة سانتافي الأرجنتينية، في 24 يونيو 1987، بدأ ممارسة اللعبة في الخامسة من العمر مع نادي جراندولي، حيث كان والده مدرباً للفريق قبل ان ينتقل الى إلى نادي نيولز أولد بويز في العام 1995.
لفتت موهبته الجميع في الأرجنتين وهو ما دفع نادي ريفر بلات الشهير إلى الإهتمام بضمه عندما بلغ الحادية شعرة من عمره، لكن اصابة اللاعب بمرض نقص هرمون النمو صرف انظار النادي عنه لا سيما وأن علاجه كان يتكلف حوالي ألف دولار شهريا.
ولم يكن نادي ريفر بلات مستعدا لدفع هذا المبلغ خاصة وأن الارجنتين كانت تعيش انهيارا اقتصاديا في ذلك الوقت.
وقد انتهز المدير الرياضي لبرشلونة حينذاك كارلوس ريكساش تلك الفرصة وأقنع نادي برشلونة بضم اللاعب بعد اعجابه الشديد بموهبته، وتعهد بدفع مصاريف علاجه إذا وافق على الانتقال والعيش في إسبانيا وهو ما حصل بالفعل والتحق ميسى اثر ذلك بفريق ناشئي الفريق الكاتالوني.
موهبة فريدة
ورغم أن ميسي لم يبلغ العشرين من عمره بعد إلا أنه قاد منتخب الأرجنيتن للفوز بكأس العالم للشباب في العام 2005 وهي البطولة التي فاز فيها بلقبي الهداف وأفضل لاعب.
وفي نفس العام اختارته مجلة "توتو سبورت" الايطالية كأفضل لاعب ناشئ متفوقا على البرتغالي كريستيانو رونالدو والانجليزي واين روني والبرازيلي روبينيو.
في اكتوبر من العام 2004 بات ثالث اصغر لاعب يلعب في صفوف برشلونة ودخل سجلات النادي عندما سجل هدفه الأول في مرمى الباسيتي ليصبح اصغر لاعب يسجل وهو لم يبلغ السابعة عشرة من عمره.
ومع برشلونة فاز ببطولة الدوري مرتين وبكأس أبطال اوروبا مرة واحدة وهو يقاتل مع فريقه على جبهتي الدوري والكأس الاسبانيين هذا الموسم.
كأس العالم
شارك ميسي مع منتخب الارجنتين في مونديال 2006 في المانيا وسجل هدفا في مرمى صربيا وهي المباراة التي انتهت بفوز الارجنتين بستة اهداف مقابل لا شيء.
لكن الفتى الذهبي لم يخطف الأبصار بشدة ولم يشركه مدرب المنتخب بيكرمان في المباراة الحاسمة ضد المانيا وهو ما اثار غضب مشجعي المنتخب ولم يلبث بيكرمان ان استقال بعد المونديال.
لا تزال الفرصة سانحة أمام ميسى لاثبات علو كعبه وأحقيته بخلافة الاسطورة مارادونا لكن ذلك لن يتحقق إلا اذا نجح في قيادة بلاده إلى الكأس الأغلى وهي كأس العالم ولعل مونديال 2010 المقبل في جنوب افريقيا يكون الفرصة التي ستتفجر فيها موهبة ميسي. من يدري؟