اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى الليالي بينما كنت متجهة إلى الفراش لكي أنام وجد على رفه الأيمن دفتر مذكرات فشعرت برغبة في الكتابة فيه :
اليوم/الثلاثاء .
التاريخ/ 9- 12- 1446 من شهر ذي الحجة .
لقد أشرفة هذه السنة على الانتهاء وسأستقبل سنة جديدة وأنا لا أملك الكثير لأسعد به , عمري مضى سنة وراء سنة متجاوزه الأربعين من عمري وليس في رصيدي الكثير لأفتخر به , فا صبح جسدي محملا بعلامات الزمن من تجاعيد في الوجهة وبياض الشعر , ويكاد ظهري يتقوص وعيني الجميلتان سيصبح بهيما المياه الزرقاء و البيضاء , وتكاد يدي تمسك بعصي للاستناد عليها .
نعم لقد مر عليه الزمن , وفاتني قطار الزواج, أنا من كانت في الماضي فتاه جميلة يافعة تطمح إلى إكمال دراستها والحصول على الوظيفة , وكنت أقول لنفسي إن دنيتي تحمل ليه كل ما هو جميل فلماذا تريدون مني أن أتزوج وأدخل ذلك القفص الخشبي برأي لأنه كان يميل إلى التكسر لا البناء في مجتمع يكثر فيه الطلاق لا الزواج .
ورغم حبي إلى الحياة إلا إنني لم أحب بحياتي حضور الحفلات , والزيارات والتجمعات النسائية , لطالما نصحت بأن على الخروج والنظر إلى من هم حولي , ولاكني كنت منطوية على نفسي , وكانت عبارة ((خذي نصيبك من الدنيا )) لا تعني لي شيء , نعم نصيبي من الدنيا , لقد درست وكافحت وسعيت وراء رزقي للحصول على الوظيفة , في مجتمع نسبة البطالة في ازدياد , وعمري يمضي وأنا أعرف إنني سوف أزيد على نسبة النساء العانسات بواحدة أخرى .
لقد سئمت من البحث وتقديم شهاداتي لشركة تلو الأخرى , ولم أجد لها مكان في النهاية إلا حائط بيتنا , ولكي أشغل وقت فراغي وأرفع من معنوياتي أصبحت أعتني بأولاد أخوتي وأخواني , وبأمي المريضة وأصبحت لدي بدل الوظيفة ثلاثة الأخت ,المربية, والممرضة أيضا , نعم أخلصت الأخوة وأعطيت الحنان والنصيحة والاهتمام لأولادهم , وسهرت لمرض أمي , ولم أجد الوقت لأفكر بنفسي و أنظر لمستقبلي الذي أصبح حاضري اليوم .
فاليوم أصبح لأخوتي ما يشغلهم عني , وأولادهم كبيرو وليسوا بحاجتي لشيء , وأمي توفيت, وأصبح أعاني من هم الوحدة القاتلة, والفراغ الممرض, وأندم يملأني من الداخل لأني لم أخذ نصيبي من الدنيا , فيا ليت العمري يرجع إلى الوراء ...........
لكنت فكرت بطريقة أجابيه أكثر , وأعطيت نفسي الحق بالزواج , والإنجاب , وتربية أولاد من دمي ولحمي , يكونون دوما إلى جانبي في الشدة والرخاء , وأرى مستقبلي بأعينهم , ويخلد ذكري , و زوج يؤنس وحدتي عند الكبر , وأخذ بذالك نصيبي من الدنيا..............
لقد توقفت عن الكتابة وأقفلت ّذالك الدفتر , وغفت عيني , وفي صباح اليوم التالي أيقظني صوت أخي محمد من نومي وهو يصرخ يقول: قومي لقد تأخرنا . قلت له: محمد أأنت هنا . قال لي ساخرا : وأين سأكون في لندن . ووجد نفسي أحتضن بين ذراعي(( دفتر المذكرات)) وقلت لنفسي نعم لقد كتبت فيه الليلة الماضية , وجاء أخي مرة أخرى وقال : ألم تجهزي بعد لقد تأخرنا . وأذني تسمع إذاعة الراديو تغني أغاني العيد لسنة (1428) وأخي يرددها معهم متحمس , ونظرت ليدي ولوجهي بالمرأة لم أصدق عيني , اتجهت مسرعة للدفتر لأجد كل ما
كاتبته كان لسنة (1446 ) قلت لأخي هل نحن بالفعل في السنة (1428) فقال: نعم آنستي نحن كذالك وأنت الآن مدعوه للغداء عند أختك لأكل لحم العيد , وأضاف ساخرا هل رجعت لكي الذاكرة ألان , قلت له غير مصدقه ما سمعته أذني أأنت جاد مما تقول ؟ لاكنه ذهب دون إعارتي أي اهتمام , فصدقته وشعرت بالفرحة تملأني , وأصبح أقول لنفسي يا لني من غبية كيف لي أن أتوقع للنفسي تلك الوحدة في مستقبل محزن , مظلم.
ولاكني حمد ربي بأنه ألهمني لأكتب وأتوقع لنفسي ما توقعت لكي لا أفكر بتلك الطريقة , وأغير منهج حياتي الذي صممت عليه قبل هذه التجربة, ولتي كنت ستنهي حياتي بامرأة عجوز وحيده ليس لها فائدة قضت عمرها وهي تعتني بالآخرين فقط .
أنا الآن غيرت نظرتي للحياة , وأهتم لأحصل على الأمور الأولية , ولن أضيع عمري بالأمور الثانوية , وأحصل على نصيبي من الدنيا , والحمد الله أنني في عمر الزهور , وسوف أقبل بأول رجل صالح يريد الزواج مني .